الأحد، 10 نوفمبر 2013

التعليم في فلسطين قبل العام 1948

اعتنى الفلسطينيون أكثر ما اعتنوا بالعلم والتعليم وكانت مدارس فلسطين قبل الشتات على ثلاثة أنواع: حكومية، وعربية خاصة، وأجنبية خاصة.
وهذه الأخيرة أسستها جمعيات أوروبية وأميركية مختلفة منها العلمانية ومنها الدينية.
كانت المدارس الحكومية أكثر عدداً من المدارس الأخرى، وضمت العدد الأكبر من الطلاب.
وبلغ عدد الطلاب الفلسطينيين في المدارس الابتدائية والثانوية عشية النكبة سنة 1948 120.000 طالب وطالبة من مجموع السكان العرب الذي بلغ 1.238.000
وشمل عدد الطلاب هذا 85% من الذكور الذين كانوا في سن الدراسة في المدن، و63% من مجموعهم في الريف.
وكانت نسبة الإناث 60% من مجموعهن في المدن، و7,5% من مجموعهن في الريف ، وهذه النسب على علاّتها شكلت بمجملها ـ في حينه ـ أعلى نسبة في التعليم مقارنة بالدول العربية، وعلى الرغم من أن المدارس الحكومية كانت تضم العدد الأكبر من طلاب البلد، فإن ذلك لم يكن نتيجة سخاء الحكومة البريطانية على التعليم، بل لحرص الفلسطينيين الشديد على تحصيل العلم أما الحكومة البريطانية، فإن إنفاقها على التعليم لم يتعد ـ في أي يوم ـ 4,5% إلى 5% من الميزانية السنوية العامة التي كان أكبر بند للإنفاق فيها بند "حفظ النظام والأمن"، أي سياسة تنفيذ البرنامج الصهيوني بالقوة وقمع المقاومة الفلسطينية.
وأكبر شاهد على تقصير حكومة الانتداب في مجال التعليم عدم توفر المدارس الحكومية الريفية، سوى في نصف مجموع قرى فلسطين العربية (نحو 400 من 800 قرية) مما أوصد باب التعليم في وجه عشرات الآلاف من الراغبين فيه.
وحتى في القرى التي توفرت فيها المدارس الحكومية، فإن نسبة قبول الطلاب لم تتعد 64% من طلبات الانتساب لعدم توفر العدد الكافي من المعلمين، وصغر حجم المدارس.
غير أن الرغبة الشعبية الجامحة في التعليم، التي تميّز بها الفلسطينيون حينذاك كما يتميزون بها اليوم، دفعت أهالي الريف الفقراء ـ طوعاً واختياراً ـ إلى تقديم ما أمكنهم من العون لزيادة عدد المدارس في قراهم، وذلك عن طريق تقديم قطع الأرض لتشييد المدارس عليها، أو التطوع باليد العاملة لبنائها بسواعدهم، أو التبرع النقدي الذي بلغ مثلاً 18.000 جنيه فلسطيني سنة 1941، وتصاعد إلى 290.000 جنيه فلسطيني سنة 1945.

______________________________________________

وصل معدل من يستطيعون القراءة والكتابة والمتعلمين من شعب فلسطين عام 1921 الي 45% من تعداد السكان وهي نسبة لا يستهان بها آنذاك وقد ورد ذلك في المذكرة المقدمة من الوفد الفلسطيني إلى رئيس عصبة الأمم في جنيف للمطالبة بتشكيل حكومة وطنية في فلسطين أيلول/ سبتمبر 1921 وهذا نصها:-
"(ب) أن فلسطين حائزة لكل الشروط التي تقضي باعتبارها من درجة هذه الشعوب وهي لا تقل من حيث الرقي عن سوريا والعراق، حيث يوجد فيها 45 بالمائة يكتبون ويقرأون وقد تخرج مئات من شبانها في الكليات التركية والجامعات الغربية كمهندسين وميكانيكيين وأطباء ومحامين ومعلمين وكثيرون منهم وهم يشغلون مراكز مهمة في أمريكا ومصر والسودان، حيث عملوا بنشاط في أمر ترقية هذين البلدين. ثم أن تصريح السر هربرت صموئيل في 3 حزيران (يونيو) سنة 1921 عن رغبة الشعب للعلم لهو دليل آخر على صحة قولنا. والفلسطينيون معتادون على الانتخابات العامة والحكم حيث كان لهم في عهد الأتراك مجالس محلية تمثيلية وبرلمان انتخابي عمومي في الاستانة. وقد كان الكثيرون منا يعينون حكاما في أنحاء السلطة. "